تواصل كرة القدم النسائية في العالم العربي تحقيق قفزات نوعية مهمة على الساحة الدولية، حيث شهدت الساعات القليلة الماضية دخول لاعبة مصرية ضمن قوائم المرشحين لجوائز «ذا بيست» المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، مساء يوم الخميس، عن قائمة مرشحي جوائز «ذا بيست» لعام 2025، والتي تضمنت مفاجأة مميزة لعشاق كرة القدم المصرية والعربية.

تم ترشيح حبيبة صبري، حارسة مرمى نادي مسار ومنتخب مصر للسيدات، ضمن القائمة المختصرة التي تضم 11 مرشحة لجائزة أفضل حارسة مرمى في العالم، تأتي هذه اللحظة كإضافة ذات قيمة خاصة للرياضة المصرية، حيث دخلت حبيبة التاريخ بكونها أول لاعبة مصرية تحصل على هذا التكريم في كرة القدم النسائية.

إلى جانب اسمها اللامع، تتنافس حبيبة مع مجموعة من أقوى الحارسات في العالم، مثل كاتا كول حارسة برشلونة والمنتخب الإسباني، وهانا هامبتون لاعبة نادي تشيلسي والمنتخب الإنجليزي.

دخولها هذه القائمة يعكس تقديرًا دوليًا للمستويات الاستثنائية التي قدمتها خلال مسيرتها المهنية.

ولدت حبيبة صبري في محافظة السويس، وعلى الرغم من صغر سنها الذي لا يتجاوز 19 عامًا، فإنها استطاعت أن تُثبت نفسها كلاعبة متميزة، بدأت رحلتها في ملاعب كرة القدم عبر إحدى الأكاديميات، حيث أظهرت موهبة واضحة جعلتها تنتقل سريعًا بين عدة فرق بارزة.

بدأت مع فريق النوبة ثم انضمت لاحقًا إلى منتخب السويس، حيث ساعدت الفريق على الصعود إلى الدوري المصري الممتاز للسيدات، بعد تألقها اللافت، انضمت إلى صفوف نادي مسار، الذي قادته لتحقيق لقب الدوري المصري للسيدات لموسمين متتاليين.

خلال موسم 2023-2024، كان لحبيبة أداء استثنائي سجلت من خلاله رقمًا قياسيًا محليًا، فقد تمكنت من الحفاظ على نظافة شباكها في 21 مباراة ضمن 28 مواجهة بالدوري المصري الممتاز للسيدات، وهو إنجاز يعكس تميزها وثبات أدائها طوال الموسم.

لم تكتفِ حبيبة بتألقها في المسابقات المحلية فقط، بل أظهرت براعتها على المستوى القاري أيضًا، كانت جزءًا أساسيًا من فريق مسار الذي توج بالميدالية البرونزية لدوري أبطال إفريقيا للسيدات 2024، بعد الانتصار المثير على فريق إيدو كوينز النيجيري بركلات الترجيح.

واستكمالًا لهذا التميز، حصلت على جائزة أفضل حارسة مرمى في البطولة، مما عزز من مكانتها الرياضية داخل وخارج مصر.

إضافةً إلى ما سبق، لفتت حبيبة أنظار القارة الإفريقية بموهبتها الاستثنائية، حيث تم ترشيحها سابقًا لجائزة أفضل لاعبة شابة في إفريقيا لعام 2024، ولا تزال المنافسة مستمرة للحصول على الجائزة نفسها هذا العام، وهو دليل آخر على استمرارية أدائها اللافت وقدرتها على التطور.

يجدر القول إن الإنجازات التي تحققها حبيبة صبري تمثل لحظة تاريخية لكرة القدم النسائية العربية عمومًا والمصرية خصوصًا، تحولها إلى واجهة مشرفة للرياضة النسائية يؤكد أن العزيمة والعمل الجاد قادران على تجاوز العقبات وصنع المجد.

مع استمرار مشوارها وتوسع طموحاتها، يبقى الأمل كبيرًا بأن تصبح نموذجًا يُحتذى به للأجيال القادمة.

إن ترشح حبيبة لهذه الجائزة العالمية ليس مجرد إنجاز شخصي بل هو شهادة على الإمكانيات الكامنة في الكرة النسائية العربية عند توفير الدعم والفرص المناسبة.

نسخ الرابط