يستعد فريق مانشستر سيتي، تحت قيادة مدربه المتميز الإسباني بيب غوارديولا، لمباراة استثنائية ضد ضيفه ليفربول، المرتقبة يوم الأحد ضمن إطار منافسات الجولة الحادية عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

تعتبر هذه المواجهة إحدى قمم الموسم، ليس فقط بالنظر إلى مكانة الفريقين في كرة القدم العالمية، بل أيضًا لما تحمله من رمزية خاصة لمدرب مانشستر سيتي، الذي سيخوض المباراة رقم 1000 في مسيرته التدريبية المذهلة.

تكتسي هذه المباراة طابعًا خاصًا لأنها تحيي إنجازًا فريدًا لـ بيب غوارديولا، حيث تصل مسيرته الممتدة على مدار أكثر من عقدين إلى مباراة يوبيلية، لتكون شاهدة على تميزه كواحد من أعظم المدربين في تاريخ اللعبة.

بدأ غوارديولا رحلته التدريبية في الثاني من سبتمبر عام 2007، خلال مباراة ضمن دوري الدرجة الرابعة الإسباني أمام فريق بريميا وسط حضور محدود بلغ حوالي ألفي مشجع، ومن تلك البداية المتواضعة، استطاع المدرب الإسباني شق طريقه نحو العالمية وصناعة إرث تدريبي لا يضاهى.

واليوم، بعد مرور ثماني عشرة سنة على أول مباراة له كمدرب، يقود غوارديولا فريقه الحالي مانشستر سيتي في واحدة من أكثر المباريات شهرة وإثارة في كرة القدم، على ملعب الاتحاد أمام خصم قوي مثل ليفربول.

بيب غوارديولا (54 عامًا) أعرب عن تواضعه حيال هذا الإنجاز قائلاً: «لم يكن التطلع إلى ألف مباراة جزءًا من خططي أبدًا، ما كنت أفكر فيه دائمًا هو تحقيق عمل جيد، ولعب كرة قدم جميلة ودقيقة، وترك المستقبل ليقرر أين سينتهي بي المطاف»، كلمات تبعث على التأمل وتنقل فلسفته العميقة التي جعلته أيقونة تدريبية في العصر الحديث.

لم تكن مسيرة بيب غوارديولا مليئة بالانتصارات والحظ فقط، بل هي تجسيد للعمل الجاد والإبداع التكتيكي الذي غير طريقة ممارسة كرة القدم، فيما يلي بعض أهم الإحصائيات التي تلخص مسيرته التدريبية حتى اللحظة:

عدد المباريات التي فاز بها: حقق غوارديولا الفوز في 715 مباراة من أصل 999 خاضها حتى الآن، بنسبة نجاح رائعة بلغت 71.57%.

عدد البطولات: تمكن من رفع 40 بطولة كمدرب، بمعدل بطولة واحدة لكل 25 مباراة تقريبًا.

أطول فترة تدريبية: قضى المدرب الإسباني عشر سنوات في قيادة مانشستر سيتي، لتصبح أطول فترة يتولى خلالها تدريب أي فريق.

سجل فريقه بقيادة غوارديولا «9 أهداف في مباراة واحدة» مرتين: الأولى مع برشلونة بالفوز على فريق لوسبيتاليت ضمن كأس ملك إسبانيا في ديسمبر 2011، والثانية مع مانشستر سيتي بالفوز على بورتون ألبيون في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في يناير 2019.

حقق ثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا؛ اثنان مع برشلونة (2009 و2011)، ولقب ثالث مع مانشستر سيتي (2023)، بهذا الإنجاز، يأتي خلف المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي توج بخمسة ألقاب.

رغم كثافة إنجازاته، فإن بيب غوارديولا حرص على أخذ استراحة من التدريب مرتين خلال مسيرته، الأولى عام 2007 والأخرى بين عامي 2012 و2013 حين قضى عامًا في مدينة نيويورك لدراسة مستقبله المهني وتجديد رؤيته التدريبية، كان هذا التوقف القصير بمثابة فرصة للمراجعة الذاتية والاستعداد لتحقيق المزيد من البطولات.

بينما يخوض بيب غوارديولا مباراته رقم 1000 أمام خصم عتيد مثل ليفربول، فإنه لا يهدف فقط للفوز بالنقاط الثلاث التي تعزز موقع فريقه في جدول الترتيب، بل يسعى أيضًا إلى ترسيخ إرثه التدريبي كرمز للتفوق الفني والإبداع الكروي.

نسخ الرابط