بتوقيت بيروت - 12/25/2025 4:03:44 AM - GMT (+2 )

دعا البيت الأبيض الأمريكيين إلى إعادة النظر في مساراتهم المهنية والتركيز على وظائف الياقات الزرقاء، في ظل التحولات المتسارعة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، والذي بات يهدد عددًا متزايدًا من الوظائف المكتبية والإدارية في الشركات الكبرى.
وجاءت الدعوة على لسان بيتر نافارو، المستشار البارز للرئيس دونالد ترامب لشؤون التجارة والتصنيع، الذي حذر من أن العديد من وظائف الياقات البيضاء قد تختفي بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا، وفقًا لما نشرته مجلة “نيوزويك”.
وقال نافارو في مقابلة تلفزيونية إن عصر الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل سوق العمل بشكل جذري، مشيرًا إلى أن التفكير في وظائف صناعية وحرفية بات خيارًا منطقيًا في ظل الأتمتة المتزايدة. وأضاف أن أمريكا ازدهرت تاريخيًا بفضل طبقة وسطى عريضة من العمال الصناعيين، معتبرًا أن هذا النموذج يمكن أن يعود مجددًا بصيغة جديدة مدعومة بالتكنولوجيا الحديثة وارتفاع الإنتاجية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تضخ فيه الحكومة مليارات الدولارات في مشاريع الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المرتبطة به، ضمن مساعي إدارة ترامب لجعل أمريكا القوة العالمية الأولى في هذا المجال. إلا أن هذا الزخم الاستثماري لم ينعكس بعد على الاقتصاد ككل، وسط مخاوف متزايدة من تشكل فقاعة تقنية ومن الآثار السلبية المحتملة على سوق العمل.
ويرى مسؤولون في الإدارة أن سياسات الرسوم الجمركية التي يدافع عنها ترامب تشكل أداة أساسية لإعادة التصنيع داخل أمريكا، وهو ما قد يفتح الباب أمام انتعاش واسع في الوظائف الصناعية. وأكد نافارو أن نجاح هذا التوجه يعتمد إلى حد كبير على توافر العمالة، داعيًا الأمريكيين إلى الاستعداد للاستفادة من ما وصفه بـ«طفرة تصنيع» مرتقبة.
وتشير دراسات حديثة إلى أن الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل في إزاحة وظائف تقليدية، إذ أعلنت شركات كبرى عن تسريحات واسعة في أقسامها الإدارية مع توسع الاعتماد على التقنيات الذكية. كما حذرت تقارير أكاديمية وبرلمانية من أن ملايين الوظائف قد تختفي خلال العقد المقبل، ة في القطاعات التي تعتمد على الأعمال الروتينية.
وفي المقابل، ترى الإدارة أن الاستثمار في التعليم المهني والمعاهد التقنية يمثل بديلًا عمليًا للتعليم الجامعي التقليدي، مع التركيز على المهن الحرفية مثل الكهرباء والسباكة والتصنيع، باعتبارها أكثر مقاومة لموجات الأتمتة السريعة.
ومن المتوقع أن يتواصل الجدل حول مستقبل سوق العمل الأمريكي، لا سيما مع استمرار النقاش القانوني حول سياسات الرسوم الجمركية، والتي تعتبرها إدارة ترامب حجر الأساس في إعادة تشكيل الاقتصاد ودعم الوظائف الصناعية داخل أمريكا.
تم نسخ الرابط
إقرأ المزيد


