[embed]https://www.youtube.com/watch؟v=m4deiduqwze[/embed]

تصر إدارة الرئيس الميركي دونالد ترمب على قدرتها على حجب مليارات الدولارات المخصصة لخدمات الإسكان منخفض الدخل، والمساعدات التعليمية، ومنح البحوث الطبية، وبرامج خرى قرها الكونغرس، وفقاً لوثائق عامة صدرت يوم الاثنين. ومن المرجح ن تُعيد هذه الممارسات إشعال الجدل حول سلطة الإدارة في تجميد الموال المقرّة من الكونغرس، متجاوزة بذلك السلطة الدستورية التي يتمتع بها الفرع التشريعي. ويعود هذا الصراع على السلطة إلى فترة ترمب الولى، عندما دى رفضه الإفراج عن الموال المقررة لوكرانيا إلى إشعال إجراءات عزله في مجلس النواب، التي بُرّئ منها لاحقاً في مجلس الشيوخ، وفق صحيفة «واشنطن بوست». وخلال فترة ولايته الثانية، بدا ترمب كثر جرة في تجاهل خطط الإنفاق المقررة من الكونغرس، في حين اكتفى المجلسان اللذان يسيطر عليهما الجمهوريون بالموافقة الضمنية. ومع ذلك، بقيت القضية محط جدل في المحاكم التي قررت مؤخراً ن مكتب الإدارة والموازنة في البيت البيض يجب ن يُعلن قرارات الإنفاق الخاصة به. شروط صارمة لإطلاق الموال
وتُظهر الوثائق الجديدة التي صدرت بموجب مر المحكمة، ن مكتب الموازنة يفرض اختبارات صارمة قبل الإفراج عن الموال، مطالباً الوكالات بوضع خطط تثبت التزامها بالتوجيهات التي صدرها ترمب في وامر تنفيذية، مثل تجنب الإنفاق على برامج التنوع. وعلى الرغم من ن الرئيس يمتلك سلطة إصدار هذه التوجيهات، يقول الخبراء إن لها وزناً قانونياً قل مقارنة بإجراءات الكونغرس. وتوضح الوثائق ن المكتب، في بعض الحالات، حجب الموال حتى تقدم الوكالات خطة إنفاق معتمدة من البيت البيض، وفي حالات خرى منع صرف الموال التي تتعارض مع الوامر التنفيذية للرئيس. سلطة فوغت و«مشروع 2025»
وتمنح هذه القيود راسل فوغت، مدير مكتب الموازنة وحد مهندسي خطة الحكم المحافظة المثيرة للجدل «مشروع 2025»، سلطة الموافقة و الرفض على معظم قرارات الإنفاق تقريباً، في حين لم تقدّم الوثائق سجلاً كاملاً للموال الحكومية المحجوزة. وتتي متطلبات الإنفاق الجديدة على شكل ملاحظات مرفقة بـ«التخصيصات»، وهي سجلات تمنح الوكالات الإذن بصرف الموال الفيدرالية. وقال خبراء إن مكاتب الموازنة الفيدرالية في إدارات سابقة كانت تطلب من الوكالات وضع خطط للإنفاق قبل صرف الموال، لكن حجب تلك الموال يُعد «تجيلاً غير قانوني للإنفاق» بموجب قانون السيطرة على الموازنة والحجب لعام 1974. ووصف ستاذ القانون في جامعة جورج تاون، ديفيد سوبر، القيود بنها تحوّل مكتب الإدارة والموازنة «من مجرد بائع مؤقت للموال إلى مالك متسلط ومتدخل بشكل دائم». وضاف ن التخصيص مصمم بوصفه عملية لمرة واحدة لضمان التزام الوكالات بقوانين الإنفاق، لكن قيود إدارة ترمب تغيّر هذا النظام، وتجعل المكتب طرفاً دائماً في مراقبة كل عملية صرف لضمان توافقها مع ولويات الرئيس، مؤكداً: «هذا غير قانوني تماماً. ليست لديهم السلطة للقيام بذلك». وبينما رفض ممثل عن مكتب الإدارة والموازنة التعليق، شار إلى بيانات صدرت عن فوغت والمستشار القانوني العام للمكتب، مارك باوليتا، التي تحدّت استنتاجات مراقبي الحكومة ن الإدارة كانت تحجب الإنفاق بشكل غير قانوني. وفي شهادة مام مجلس الشيوخ في يناير (كانون الثاني)، قال فوغت: «لقد ترشح الرئيس على ساس ن قانون السيطرة على الحجب غير دستوري، ونا تفق مع ذلك»، مشيراً إلى القانون الذي يمنع الرئيس من حجب التمويل بشكل حادي. وكان مكتب الإدارة والموازنة ملزماً قانوناً منذ عام 2022 بنشر التخصيصات على موقع إلكتروني عام، لكن فوغت زال الموقع في مارس (آذار)، بحجة نه يكشف «معلومات حساسة وسابقة لاتخاذ القرارات، ومدروسة». وفي وقت سابق من هذا الشهر، قضت محكمة استئناف فيدرالية بن الإدارة يجب ن تعيد نشر المعلومات للجمهور، وكان على المكتب إعادة الموقع بحلول يوم الجمعة، وبعدها نُشرت التخصيصات لوزارة العدل ووزارة شؤون المحاربين القدامى، مع تحميل السجلات خلال عطلة نهاية السبوع. توجيه الإنفاق وفق ولويات الرئيس
وقالت العضوة الديمقراطية البارزة في لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، السيناتورة باتي موراي: «من الواضح الآن لماذا قاوم فوغت وترمب بشدة جعل هذه المعلومات عامة. لقد استخدموا هذه العملية للسيطرة على التمويل المقرّ من الكونغرس بشكل سري وغير قانوني، مما وقف الاستثمارات الساسية التي تحتاج إليها الوكالات لداء عملها الحيوي وخدمة الشعب الميركي». وقد استخدم ترمب الاستراتيجية نفسها مرة واحدة على القل خلال ولايته الولى، عندما حجب مكتب الإدارة والموازنة مؤقتاً تمويل البنتاغون ووزارة الخارجية لوكرانيا في 2019 قبل محادثة مع الرئيس الوكراني فولوديمير زيلينسكي. وكان «مشروع 2025» -الدليل المحافظ لفترة ترمب الثانية الذي تراجع عنه الرئيس خلال حملته الانتخابية- يوصي صراحة باستخدام مدير مكتب الإدارة والموازنة للتحكم في التخصيصات وتوجيه الإنفاق بما يتوافق مع ولويات الرئيس.

[embed]https://www.youtube.com/watch؟v=oetywcfeaam[/embed]