لبنانون فايلز - 6/14/2025 6:01:38 AM - GMT (+2 )

اكثر من حادثة اعتداء على طوارىء مستشفيات وعلى اطباء وكوادر تمريضية في الشمال، سجلت في الآونة الاخيرة آخرها الحادثة التي سجلت في طوارىء المستشفى الاسلامي وطالت طبيبا وممرضين اضافة الى اضرار مادية في قسم الطوارىء...
ما حصل ويحصل يفتح ملف الاستشفاء على مصراعيه من كل جوانبه، نظرا الى اهمية هذا القطاع الصحي الهام الذي يقتضي ان يكون في طليعة اهتمامات وزارة الصحة تحديدا، والحكومة برمتها.
ففي طرابلس، باتت حوادث الاعتداء في القطاع الاستشفائي تتكرر، وليس تبريرا لتلك الحوادث، انما يمكن القول، حسب بعض المواطنين الذين اشتكوا من تجارب لهم اعتبروها مريرة لاقرباء لهم عانوا الامرين من كلفة الاستشفاء المرتفعة التي وصلت الى حد التعجيز، في وقت يكون فيه المريض بين الحياة والموت.
وقد روى بعضهم كيف تفرض بعض المستشفيات استيفاء رسوم قبل المباشرة باي اجراء طبي، وليس المقصود بهذا الكلام مستشفى ما، بل هي حالات حصلت وتحصل بين وقت وآخر، وتؤدي بنتائجها الى غضب الاهل وانفعالات غير محدودة تفضي الى ارتكاب اعتداءات باتت سمة غير محمودة في المدينة، وليست الطريقة لمعالجة اي اشكالية.
مرضى كثيرون ابدوا قهرهم وعجزهم عن الاستشفاء في المستشفيات الخاصة، حتى لو كانوا من المضمونين في هيئات رسمية ضامنة، فالفارق المالي يشكل بحد ذاته عجزا على مريض فقير، والاغرب من كل ذلك، ان الاستشفاء في المستشفيات الحكومية بات مكلفا بدوره، حيث يفترض ان تكون الطبابة فيها مجانية او على الاقل ذات رسوم رمزية.
مرضى عاجزون عن الاستشفاء جراء غلاء الكلفة وبالدولار، وممرضون يعملون ساعات طويلة باجور زهيدة بالكاد تسد رمق عائلة، رغم استيفاء المؤسسات الاستشفائية رسومهم بالدولار.
ومرضى كثر عجزوا عن تسديد فواتيرهم فجرى حجزهم الى حين استيفاء الرسوم، وباساليب لا تراعي الظروف المعيشية والاقتصادية في البلاد، ولا المشاعر الانسانية.
ففي مدينة طرابلس، حيث لا تزال مصنفة الاكثر فقرا على البحر المتوسط، عائلات تعاني الجوع، والمداخيل المادية محدودة جدا، ومرضى يتألمون، الامر الذي ادى الى ظاهرة لافتة للنظر وتستدعي الاهتمام الشديد من الدولة اللبنانية كونها ظاهرة تمس بالحكومة وبالوزارة المعنية، وهذه الظاهرة هي حواجز التبرع المنتشرة على الطرقات العامة، والشوارع الرئيسة، خاصة بين البداوي وصولا الى المنية والعبدة، حيث يحمل شبان وشابات صناديق التبرع لمريض ما يحتاج الى مبالغ مالية باهظة لاجراء عملية جراحية واستشفاء، وتصل ارقام المبالغ الى اكثر من خمسين الف دولار، وهي تدل على ما وصلت اليه اوضاع الاستشفاء وغياب الدولة عن رعاية صحة مواطنيها او عجزها عن توفير الاستشفاء المجاني لرعاياها.
هواجس عديدة لدى المواطنين والمرضى من ارتفاع تكاليف الاستشفاء، ولدى الكادر الطبي من اعتداء مفاجيء لحظة غضب لا مبرر له، ولدى الكادر التمريضي الذي يتعب لساعات هواجس الرواتب المتدنية التي لا توازن بين مدخول المستشفى ورواتب كوادره التمريضية...
والجدير ذكره ان في طرابلس والشمال مؤسسات استشفائية راقية، وكوادر طبية وتمريضية من ذوي الكفاءات العالية، الا ان ما يحتاج اليه القطاع الاستشفائي الشمالي، هو دراسة جدية للكلفة تراعي ظروف ابناء الشمال، ودراسة جادة لتحسين رواتب العاملين في هذا القطاع من كادر طبي الى كادر تمريضي.
دموع الأسمر - الديار
The post الشمال يختنق صحيًا: فواتير بالدولار وغضب في الطوارئ appeared first on LebanonFiles.
إقرأ المزيد