لبنانون فايلز - 12/16/2025 7:09:38 AM - GMT (+2 )
زار السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا ولبنان توم براك «تل أبيب» أمس، والتقى رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو . فالزيارة التي تأتي في ظل أجواء متوترة، قد تكون «مصيرية» لبراك، وقد تحدد نتائجها بدرجة كبيرة مستقبل بقائه في منصبه من عدمه، ولعل العديد من المؤشرات تشير إلى رجحان هذا الاحتمال الأخير. فالجَعبة التي تحوي ملفات ثلاثة: السوري و اللبناني، إلى جانب ملف العلاقات التركية – “الإسرائيلية”، تبدو كلها موضوعة على نار حامية، أما رابعها «الشخصي»، الذي يكشفه توقيت الزيارة، فالرهان فيه أن يستطيع براك «تبريد» نتنياهو، سبيلا إلى اكتساب الملفات الثلاثة بعضا من صفته تلك.
فبراك الذي شهدت علاقته ببنيامين نتنياهو توترا ملحوظا خلال الأسبوع الماضي، كان قد وصل إلى الذروة بعد رفضه الاعتراف بـ«اسرائيل» كـ«دولة ديموقراطية» الوحيدة في الشرق الأوسط، الأمر الذي رد عليه نتنياهو بوصفه «رجل الصفقات» الخاص بتركيا. ويريد القول إن التوقيت الذي طرحه كان أشبه بـ«خشبة إنقاذ»، لم تكن هي الأولى لرئيس الحكومة الإسرائيلي، الذي سارع لاستغلال الزيارة، والطلب من المحكمة بتأجيل محاكمته.
استبقت «القناة 12» العبرية وصول باراك بتقرير قالت فيه أنه يسعى «إلى منع التصعيد الإسرائيلي في سوريا ولبنان»، وإذا كان التناقض بين “تل أبيب” وواشنطن حيال فعل التصعيد قائما في الحالة الأولى، فإنه قد لا يكون كذلك في الحالة الثانية. أما «هيئة البث الإسرائيلية» فقد ذكرت أن «لب الزيارة هو فحص استعداد “تل أبيب” لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار»، حيث تتضمن الخطة الأميركية إنشاء قوة استقرار دولية، مهمتها الأولى هي تفكيك القدرات العسكرية لحركة «حماس»، وإيجاد سلطة بديلة في القطاع.
ومن المؤكد أن الملف السوري سيكون حاضرا وليس ثانويا، خصوصا أنه سبق لبراك أن ذكر قبل أيام أن «الهوة ما بين دمشق والقدس لا تزال واسعة»، وإن كان قد وعد بـ«العمل على تقليصها». وعليه، فإن المبعوث الأميركي سيسعى إلى خفض مؤشر التصعيد بين الطرفين، الذي ارتفعت مناسيبه بعد حادثة «بيت جن» بريف القنيطرة أواخر الشهر المنصرم، ثم لتحقيق «رؤية» ترامب الرامية إلى إنجاز «اتفاق أمني» بين الطرفين، من شأنه أن يمهد الطريق أمام «عملية سلام» متكاملة بينهما، حيث تشير تقارير غربية إلى إمكان عودة المفاوضات السورية- “الإسرائيلية” إلى ما كانت عليه قبيل حادثة «بيت جن»، في أعقاب الزيارة التي سيجريها نتنياهو إلى واشنطن يوم 27 من الشهر الجاري، في حين تشير تقارير أخرى إلى إمكان أن يذهب ترامب إلى إطلاق «مبادرة جديدة» بالتزامن مع تلك الزيارة.
بخلاف ذلك، يبدو التوافق بين واشنطن و”تل أبيب” قائما حيال الملف اللبناني، فهما يتلاقيان عند الخط العريض للملف اللبناني المتمثل بمسألة “حصرية السلاح” بيد الدولة اللبنانية، لكنهما يختلفان في كيفية وتوقيت الوصول إلى ذلك. ففي الوقت الذي ترى “تل أبيب” أن الخيار العسكري هو السبيل الوحيد الضامن لإنجاز هذا الهدف، تفضل واشنطن التريث في إطلاق ذلك الخيار لاعتبارات لبنانية داخلية. ومع ذلك فإن الزيارة قد تشهد إقرارا لذلك الخيار، أو تلويحا به، خصوصا إذا كانت التوافقات في الملف السوري من النوع «المشجع».
وفي ملف العلاقات “الإسرائيلية” - التركية، الذي يبدو وكأنه الأشد تعقيدا، نظرا للتشبيكات القائمة بينه وبين الملف السوري من جهة، وبينه وبين « الخطة الأميركية» في غزة من جهة ثانية، يبدو أنه من الصعب على المبعوث تحقيق اختراق وازن فيه. فـ “تل أبيب” ستبقي على «خطوطها الحمر» حيال مسألة التمدد التركي في سوريا، وستبقي أيضا على «خطوطها الحمر» حيال مشاركة قوات تركية ضمن القوات التي سيجري نشرها في قطاع غزة، وذريعتها في ذلك هي العلاقة التي تربط بين أنقرة و بين حماس، والتي تجعل من الأولى «غير مؤهلة» للقيام بدور من هذا النوع، وفقا لما نقلته «هيئة البث الإسرائيلية» عن وزير الخارجية جدعون ساعر.
من المرجح هنا، أن يكون من الصعوبة بمكان على المبعوث الأميركي تحقيق اختراق وازن في الملفات الثلاثة، السوري واللبناني والتركي بشقيه الاثنين، حيث سيجري ترحيل تلك الملفات إلى اللقاء، الذي سيجمع ما بين ترامب ونتنياهو في واشنطن أواخر هذا الشهر، ولذا فإن المهمة الأبرز التي سيكون منوطا ببراك القيام بها، خلال زيارته الراهنة لـ “تل أبيب”، هي تحديد إذا كان نتنياهو على استعداد للقيام بدور «الشريك»، القادر على تأدية دور فاعل في المرحلة المقبلة، وتحديدا في إنجاز «المرحلة الثانية» في غزة، التي يعول ترامب عليها لاعتبارات عديدة، لكن من بينها أيضا أن يحقق حلمه القاضي بأن يصبح «صانعا للسلام»، وبشهادة حصرية تمنحه إياها «اللجنة النرويجية».
عبد المنعم علي عيسى - الديار
The post توم براك في "تل أبيب"... أربعة ملفات ساخنة.. أحدها "شخصي" appeared first on أخبار الساعة من لبنان والعالم بشكل مباشر | Lebanonfiles | ليبانون فايلز.
إقرأ المزيد


