بقائي: همُّ أمريكا الوحيد هو الكيان الصهيوني
بتوقيت بيروت -
وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي مع الصحفيين، قال بقائي: يُعقد حاليا اجتماع لدول الجوار الأفغانية في طهران. وقد زار الرئيس الايراني الأسبوع الماضي كازاخستان وتركمانستان، وعُقدت عدة اجتماعات على مستوى الرئيس ووزير الخارجية. وسيتوجه وزير الخارجية إلى روسيا وبيلاروسيا، وهما زيارتان هامّتان.

وأضاف: كما عقدنا الأسبوع الماضي اجتماعا ثلاثيا بين إيران والصين والمملكة العربية السعودية في طهران.

الأطفال الفلسطينيون يفقدون ارواحهم بسبب البرد

وفي إشارة إلى التطورات في المنطقة، قال بقائي: تتمحور التطورات في المنطقة حول محور غزة ولبنان وجرائم الكيان الصهيوني. وقد زاد برد الشتاء والفيضانات والأمطار من سوء الأوضاع في غزة بالنسبة للشعب الفلسطيني. وفقد عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين أرواحهم بسبب البرد.

ولفت إلى الهجمات المباشرة المستمرة على المواطنين الفلسطينيين، وأضاف المتحدث باسم السلك الدبلوماسي: “إن انتهاك السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية للبنان وسوريا مستمر، وللأسف، يعجز المجتمع الدولي عن اتخاذ أي إجراء جاد لإنهاء هذا الوضع بسبب إصرار الولايات المتحدة على منح حصانة مطلقة للكيان الصهيوني”.

وبخصوص اجتماع الممثلين الخاصين لدول جوار أفغانستان في طهران، وما إذا كان ستتم مناقشة التوتر بين أفغانستان وباكستان خلال هذا الاجتماع، وغياب ممثل عن أفغانستان، وقال: “هذا الاجتماع ثمرة مشاورات بين إيران ودول الجوار الأفغانية، ومحادثات مع مسؤولين أفغان وباكستانيين.

وأضاف: مرّ نحو عامين على آخر اجتماع من نوعه على مستوى وزراء الخارجية، وهو أول اجتماع من نوعه بحضور ممثلين خاصين للشؤون الأفغانية من دول الجوار، بالإضافة إلى روسيا. روسيا والصين وطاجيكستان وباكستان وأوزبكستان وتركمانستان حاضرة في هذا الاجتماع. الممثلان الخاصان لروسيا وأوزبكستان هما ممثلان عن الرئيس.

وشارك ممثل عن باكستان نيابة عن رئيس الوزراء، والهدف هو مناقشة وتبادل وجهات النظر حول التطورات في أفغانستان، وكقاعدة عامة، ستُناقش جميع الأحداث والتطورات ذات الصلة بأفغانستان في هذا الاجتماع.

وتابع: “الجوار مهم بالنسبة لنا. لدينا حدود مشتركة بطول 2000 كيلومتر مع أفغانستان وباكستان. وجهنا الدعوة لجميع الدول للمشاركة، وكانت أفغانستان من بينها. كنا نود مشاركة أفغانستان، ونعتقد أن مشاركتها في مثل هذه العمليات ستساهم في تعزيز التفاهم وحل المشاكل بينها وبين الدول المجاورة. كان قرار أفغانستان عدم المشاركة، ونحن نحترم هذا القرار. إن هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو المساهمة في التوافق الإقليمي وإيجاد حلول قبل هذا الاجتماع والمحادثات.

وفيما يتعلق بتصريحات الممثل الأمريكي الخاص لسوريا وتصريحات ترامب بأنه لو وافقت إيران، لكنا قصفنا المنشآت النووية الإيرانية فقط، أوضح بقائي: “إن كلمات الممثل الأمريكي الخاص لسوريا اعتراف واضح وصريح بالنهج التدخلي الأمريكي في المنطقة ودول أخرى. هذا الاعتراف يُحمّل الولايات المتحدة المسؤولية. إن عدم الاستقرار الناجم عن التدخل الأمريكي في منطقتنا ونشوء الإرهاب هما نتيجة تدخلات يعترف ممثلو الولايات المتحدة بخطأها. إن الاعتراف بخطأ هذه السياسات يُحمّل الولايات المتحدة المسؤولية، ويجب محاسبة أمريكا على هذه التدخلات في منطقتنا.

همّ أمريكا الوحيد هو الكيان الصهيوني

وتابع: من المؤسف أن تُصرّ أمريكا على مواصلة نهجها السابق. إن وثيقة الأمن القومي الأمريكي دليل على أن همّها الوحيد هو الكيان الصهيوني. تواصل أمريكا نهج التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وفي كل مرة تجد ذريعة جديدة لهذه التدخلات، تُقلّل من شأن دول المنطقة وتُصرّ على فرض مواقفها على الدول الأخرى.

ردًا على مزاعم وزير الخارجية اللبناني وعرقلة تعيين السفير الإيراني الجديد، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية: العلاقات الدبلوماسية بين إيران ولبنان قائمة، ولدينا سفير. كما تم تعيين السفير اللبناني الجديد، واكتملت إجراءات تقديمه، ونأمل أن تُستكمل هذه الإجراءات قريبا. نحن نفضل تجنب أي تصريح يصرف لبنان عن التركيز على وحدة أراضيه ويتسبب في تشتيت انتباه المجتمع اللبناني عن القضية الأساسية للبنان والدفاع ضد عدوان الكيان الصهيوني.

لا شرعية للعملية الأمريكية ضد ناقلة النفط الفنزويلية

وبخصوص احتجاز الولايات المتحدة لناقلة نفط فنزويلية، قال بقائي: لقد اتخذنا موقفا رسميا بشأن هذه المسألة. إن العملية الأمريكية ضد ناقلة النفط الفنزويلية لا شرعية لها في القانون الدولي. ليس من الصواب الاستناد إلى القوانين المحلية لارتكاب جريمة دولية. إن العمل الأمريكي مثال على القرصنة. يجب على جميع الدول إدانة هذا العمل الأمريكي.

وفيما يتعلق بالتطورات في اليمن، صرّح قائلاً: إن التطورات الجارية في اليمن يجب أن تثير قلق دول المنطقة، لأنها تتماشى مع أجندة الكيان الإسرائيلي في تقسيم الدول. لقد أكدنا سابقا على استقرار اليمن ووحدة أراضيه. أي عمل في هذا الاتجاه هو بمثابة ذريعة لأعداء دول المنطقة.

ما يحدث في غزة إبادة جماعية واضحة

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية، بخصوص الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ضد الكيان الصهيوني ودعم الدول له: “ما يحدث في غزة إبادة جماعية واضحة. وقد تم التأكيد على هذه الحقيقة في هيئات دولية أخرى. هذا الرأي واحد من مئات الآراء التي صدرت وتدين الكيان الصهيوني وتطلب رأيا استشاريا بشأن التزامات كيان الاحتلال. الرأي حازم للغاية، ويتضمن بعض التأكيدات على احترام القانون الدولي، لكن الكيان الصهيوني لم يلتزم بأي منها، بل انتهكها جميعا. يؤكد هذا الرأي مجددا ارتكاب الجرائم في الأراضي الفلسطينية، ويشدد على مسؤولية كل دولة في وقف هذه الجرائم.

القرار 2231 انتهى في رأينا

وأضاف بخصوص تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن القرار 2231: “القرار 2231 قد انتهى في رأينا، وهذا ليس رأينا وحدنا، بل رأي عضوين في مجلس الأمن أيضا. لقد تم تفعيل آلية الزناد من قبل ثلاث دول أوروبية بضغط من الولايات المتحدة وبدوافع سياسية، ولم يكن لها أي أساس. لا ينبغي إعطاء أي إجراء غير شرعي منذ البداية أي أثر. لقد أعربنا عن معارضتنا لإجراءات الأمانة العامة، ومواقف روسيا والصين واضحة أيضاً. نأسف لأن العمل المسيس للترويكا الاوروبية في إساءة استخدام الآليات قد تسبب في مثل هذا الوضع.

وفيما يتعلق بتصريحات المعارضة الفنزويلية والاتهامات الموجهة لإيران، صرح المتحدث باسم السلك الدبلوماسي قائلاً: “ليس من المناسب لي الرد على كلام شخص لا مصلحة له في وطنه. إن تصريحه ما هو إلا محاولة لإرضاء من منحوه الجائزة. إنه تصريح لا صلة له بالموضوع على الإطلاق. لفنزويلا الحق في تقرير مصيرها . يجب محاسبة الطرف الذي يصر على انتهاك حق الشعب الفنزويلي في تقرير مصيره. ما تفعله الولايات المتحدة غير مسبوق. في هذه الحالة تحديدا، من الواضح أن الولايات المتحدة تحاول فرض آرائها على دولة مستقلة.

من حق المنتخب الإيراني المشاركة في كأس العالم

وبخصوص احتمال رفض الولايات المتحدة منح تأشيرات دخول للمنتخب الإيراني للمشاركة في كأس العالم، قال: “تلتزم الولايات المتحدة بالعمل كدولة مضيفة وفقا للوائح الفيفا. والآن، انتهكت الولايات المتحدة هذا الالتزام. وقد أعلنا احتجاجنا من خلال الفيفا ومكتب حماية المصالح الأمريكية. من حق المنتخب الإيراني المشاركة في كأس العالم، وفقا للاتفاقية المبرمة بين الفيفا والحكومة المضيفة. نأمل ألا يكون للولايات المتحدة، ولو لمرة واحدة، أي موقف سياسي تجاه القضايا الرياضية والثقافية.”

ينبغي أن يتبنى غروسي موقفا فنيا

وفيما يتعلق بتصريحات غروسي بشأن استئناف وجود المفتشين، قال بقائي: “يُكرر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سلسلة من التصريحات. ولن يُغير هذا من الواقع القائم. إيران، بصفتها طرفا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، تُدرك التزاماتها. وفي الوقت نفسه، يُتوقع من المدير العام أن يُخاطب الأطراف التي تسببت في هذا الوضع بدلًا من مُخاطبة إيران وحدها. في مثل هذه الظروف، عندما تكون المقاربات غير عادلة، ولا يُؤدي توجيه الاتهامات بشكل أحادي إلى حل المشكلة، ينبغي أن يتبنى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية منظورا فنيا من خلال التركيز على الصلاحيات الممنوحة له وفقا لنظام الوكالة.

الشعب السوري غير راض عن هذا الوضع

وفيما يتعلق بالتطورات في سوريا، قال: “الشعب السوري لا يرضى بهذا الوضع الذي يُهاجم فيه كيان الاحتلال أراضيه ويُضايق الشعب السوري. لطالما حذرنا من تحويل سوريا إلى بؤرة لتقوية الإرهاب ونشره. إن استمرار جرائم الكيان الصهيوني وهجمات كبان الاحتلال على سوريا، إلى جانب استمرار احتلال أجزاء منها، قد يحول دون عودة الاستقرار والأمن إلى هذا البلد، وهذا ما يُثير قلق جميع دول المنطقة.

وبشأن احتجاز الولايات المتحدة للسفينة الصينية، قال بقائي: “هذا العمل الأمريكي مثال صارخ على قرصنة الدولة. إن استخدام دولة ما للقوة ضد سفينة تابعة لدولة أخرى في المياه المفتوحة والدولية يُعد مخالفة للقانون الدولي. يجب على المجتمع الدولي أن يُدين هذا العمل بصوت واحد”.

وفي إشارة إلى وضع مهدية إسفندياري، المواطنة الإيرانية المحتجزة في فرنسا والمفرج عنها حاليا بكفالة، قال المتحدث باسم الخارجية: “نحن بانتظار محاكمتها. ستُعقد محاكمتها في منتصف يناير، ونأمل أن تُهيئ هذه المحاكمة الظروف اللازمة لإطلاق سراحها النهائي وعودتها إلى وطنها”.

القوات المسلحة على أهبة الاستعداد للرد على أي نوع من العدوان

وفيما يتعلق بمدة غموض وضع المفاوضات واحتمالية اندلاع حرب أخرى، قال بقائي: ما هو واضح لا يحتاج إلى شرح. لقد أثبتت إيران سلطتها في مختلف المجالات، والدبلوماسية إحدى أدواتها. نحن نواجه أطرافا أظهرت عدم تقديرها للمفاوضات. قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد للرد على أي عدوان.

التواصل مستمر بين إيران والوكالة

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية بشأن وساطة مصر في الملف النووي الإيراني: “لا يمكنني القول بوجود وساطة بالمعنى التقليدي. بعثتنا في فيينا تتحدث مع مديري الوكالة كلما دعت الحاجة. التواصل مستمر بين إيران والوكالة. نحن عضو في الوكالة. حاليا، يستند عمل إيران في التعامل مع الوكالة إلى قانون البرلمان”.

زيارة وزير الخارجية الى روسيا وبيلاروسيا استمرار للمشاورات الدورية بين الجانبين

وبخصوص أهداف زيارة وزير الخارجية إلى بيلاروسيا وروسيا، قال: “هذه زيارة مهمة، وهي استمرار للمشاورات الدورية بين إيران وروسيا وبيلاروسيا. خلال الزيارة إلى بيلاروسيا، من المقرر عقد اجتماعات مع الرئيس وعدد من المسؤولين الآخرين”. تم إعداد وثيقتين أو ثلاث للتوقيع هناك.

وتابع: فيما يتعلق بروسيا، فبالإضافة إلى الاجتماع مع وزير الخارجية الروسي، من المقرر عقد اجتماعات مع ممثلي مجلس الدوما. وسيتم مناقشة التطورات الدولية والإقليمية.

وبخصوص زيارة غوتيريش إلى العراق، قال: هذه الزيارة مهمة. ولعل أحد أسبابها هو إعلانهم انتهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق (يونامي)، وأن القوات التي تحارب “داعش” ستغادر العراق. نحن نحترم قرار العراق كدولة مستقلة، ونأمل أن يحقق، في تعاملاته مع المنظمات الدولية الأخرى والأمم المتحدة، ما هو خير ويتوافق مع مصالح الشعب العراقي خلال مفاوضاته.

وبخصوص الادعاءات المتعلقة بالجزر الإيرانية الثلاث، صرّح بقائي: “لطالما استشرنا أصدقاءنا الإماراتيين والجهات الأخرى الداعمة للموقف الإماراتي. في هذه القضية، ونظرا للمواجهات القائمة بين هذه الدول، يجب مراعاة مصالح المنطقة في كل ادعاء وتصريح. منطقتنا بحاجة إلى اتخاذ موقف واضح وحازم تجاه أكبر تهديد يواجهها، ألا وهو هيمنة الكيان الصهيوني.

وردا على معاملة أستاذة إيرانية في جامعة أركنساس، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية قائلًا: “هذه المعاملة دليل على نهج تمييزي في الولايات المتحدة، حيث يُعبّر شخص عن آرائه حول الإبادة الجماعية، وفي الوقت نفسه يدافع عن بلده، فيتعرّض للمضايقة. لا يسعنا إلا أن نقول إن هذا يعكس الواقع القائم، وأن الادعاء بحرية التعبير واحترام مختلف الأشخاص والآراء لا يمتّ للواقع بصلة.”



إقرأ المزيد