بتوقيت بيروت - 12/12/2025 6:06:21 AM - GMT (+2 )
فالقائمة التي تروّج لها إدارته تشمل نزاعات معقدة ومتشعبة، لا تزال معظمها مشرعة على احتمالات العودة إلى العنف رغم إعلانات وقف إطلاق النار أو الاتفاقات الإطارية.
أما النزاع في أوكرانيا، الذي كان الملياردير الأميركي يأمل أن يوقفه “في يوم واحد”، فلا يزال مستعراً على جبهات عدة، رغم الجهود الأميركية للتوصل إلى حل تفاوضي بين موسكو وكييف. ولا تزال المعارك والضربات المتبادلة، إلى جانب الأزمات الإنسانية والاقتصادية، تشكّل تحدياً يومياً لأي حديث عن نهاية قريبة للحرب.
الكونغو الديموقراطية ورواندا
وصف ترامب الاتفاق الموقّع في واشنطن في 4 كانون الأول/ديسمبر بأنه “معجزة”، لكن هذا الاتفاق لم يحقق، حتى الآن، أثراً ملموساً في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، المنطقة الحدودية مع رواندا والغنية بالموارد الطبيعية والتي تشهد نزاعات منذ أكثر من 30 عاماً.
والثلاثاء، دخلت مجموعة متمردي “أم 23″، التي تقاتل الجيش الكونغولي بدعم يقدَّر بين ستة وسبعة آلاف جندي رواندي، مدينة أُفيرا الاستراتيجية، في خطوة اعتبرتها بوروندي المجاورة “صفعة” لواشنطن، إذ تقع عاصمتها الاقتصادية بوجومبورا على بعد 20 كيلومتراً فقط من أُفيرا.
كمبوديا وتايلاند
قدّم ترامب نفسه بوصفه مهندس “الاتفاق التاريخي” الذي وُقّع في 26 تشرين الأول/أكتوبر بين كمبوديا وتايلاند في جنوب شرق آسيا، وهما بلدان يتنازعان منذ فترة طويلة على ترسيم أجزاء من حدودهما المشتركة الممتدة 800 كيلومتر، والمرتبطة بإرث الحقبة الاستعمارية الفرنسية.
وفي تموز/يوليو، كان الرئيس الأميركي قد أسهم، إلى جانب الصين وماليزيا، في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد خمسة أيام من القتال أسفرت عن مقتل 43 شخصاً على الأقل وإجلاء أكثر من 300 ألف مدني.
غير أن اتفاق تشرين الأول/أكتوبر لم يصمد سوى أسبوعين؛ ففي 10 تشرين الثاني/نوفمبر، علّقته تايلاند بعد انفجار لغم أرضي قرب الحدود.
والأحد، اندلعت جولة جديدة من القتال في المناطق الحدودية، خلفت ما لا يقل عن 19 قتيلاً (10 مدنيين كمبوديين وتسعة جنود تايلانديين)، وفق حصيلة رسمية، فيما اضطر أكثر من 500 ألف شخص إلى إخلاء مناطق القتال، في تصعيد وصفه سكان محليون بأنه “أكثر عنفاً” من مواجهات تموز/يوليو.
العدوان على غزة
يمثّل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة الإنجاز الأكبر في سجل الوساطات الذي ينسبه ترامب لنفسه، إذ وضع حداً لعدوان مدمر بدأ في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
بفضل ضغوط أميركية مكثفة، إلى جانب وساطة قطرية ومصرية، دخلت الهدنة حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر، ما أتاح انسحاباً جزئياً لقوات الاحتلال الإسرائيلية من قطاع غزة، وسمح بعمليات تبادل شملت رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
مع ذلك، لا تزال أعمال العنف تعصف بالقطاع، إذ أدت الضربات الإسرائيلية إلى استشهاد أكثر من 370 فلسطينياً منذ بدء الهدنة، وفق إحصاءات رسمية محدثة. ومنذ الأربعاء، لم يبق في غزة سوى جثة رهينة إسرائيلي واحد، وتطالب الحكومة الإسرائيلية بإعادته من أجل بدء المرحلة الثانية من الخطة الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار.
وأكد عضو المكتب السياسي في حركة حماس حسام بدران، أن الحركة تشترط وقف الخروقات الإسرائيلية قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
العدوان على ايران
في 13 حزيران/يونيو، شنّ الكيان الإسرائيلي هجوماً غير مسبوق على إيران، فيما انضمت الولايات المتحدة إلى العدوان عبر قصف 3 مواقع نووية إيرانية ليل 21-22 حزيران/يونيو. وبعد 12 يوماً من الحرب، أعلن ترامب التوصل إلى “وقف تام لإطلاق النار” بين الجانبين، متحدثاً عن “حرب الأيام الاثني عشر” بوصفها نزاعاً انتهى باتفاق شامل.
غير أن متانة هذه الهدنة تبقى موضع شك، في ظل استمرار التوتر حول البرنامج النووي الإيراني الذي ما زال يسمّم علاقات طهران مع الدول الغربية.
باكستان والهند
شهدت الحدود بين باكستان والهند، القوتين النوويتين في جنوب آسيا، مواجهة عنيفة استمرت أربعة أيام في أيار/مايو، ووصِفت بأنها الأعنف بين البلدين منذ عقود، وأسفرت عن أكثر من 70 قتيلاً في الجانبين.
وبشكل مفاجئ، أعلن ترامب التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين البلدين، في خطوة رحّبت بها إسلام آباد وشكرت واشنطن على تسهيلها، في حين شددت نيودلهي على أنها تفاوضت مباشرة مع باكستان.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن أياً من القادة الأجانب لم يطلب من بلاده إنهاء الأعمال القتالية، في نفي ضمني لدور حاسم لواشنطن.
مصر وإثيوبيا
لا تخوض مصر وإثيوبيا حرباً مباشرة، لكن التوترات بينهما شديدة على خلفية السدّ العملاق الذي شيّدته أديس أبابا على نهر النيل، والذي تعتبره القاهرة “تهديداً وجودياً” لكونها تعتمد على النهر لتأمين نحو 97% من احتياجاتها المائية.
وقد دُشّن السد في 9 أيلول/سبتمبر من دون أن يلعب ترامب دوراً ظاهراً في تخفيف التوترات بين الطرفين أو الدفع نحو اتفاق نهائي بشأن الملء والتشغيل. وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي هذا الأسبوع أن المفاوضات مع إثيوبيا وصلت إلى “طريق مسدود تماماً”، ما يناقض أي حديث عن نجاح وساطة حقيقية.
أرمينيا وأذربيجان
وقّع قادة أرمينيا وأذربيجان، اللذان خاضا حربين حول إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه واستعادته باكو من القوات الأرمينية في 2023، مشروع اتفاق سلام في البيت الأبيض في آب/أغسطس ينهي عقوداً من النزاع المسلح.
غير أن التوقيع النهائي على الاتفاق لا يزال غير مضمون، في ظل سلسلة من الشروط المسبقة التي تفرضها أذربيجان وتعدها يريفان “محرجة” أو مجحفة، ما يبقي التسوية في إطارها النظري أكثر من كونها واقعاً راسخاً.
صربيا وكوسوفو
خلال ولايته الأولى في 2020، رعى ترامب توقيع اتفاق للتطبيع الاقتصادي بين بلغراد وبريشتينا، لكنه لم يُصنَّف اتفاق سلام، في حين ظل الخلاف السياسي بين الطرفين عميقاً. ولم تعترف صربيا حتى اليوم باستقلال كوسوفو الذي أعلنتْه بريشتينا عام 2008، فيما تبقى التوترات قائمة بين الألبان الكوسوفيين والأقلية الصربية.
ومنذ حرب استقلال كوسوفو (1998-1999)، تنتشر قوات دولية لحفظ السلام في الإقليم، بينما تفشل محاولات الحوار السياسي بين صربيا وكوسوفو بشكل متكرر، ما يضعف سردية انتهاء النزاع بشكل نهائي.
المصدر:أ.ف.ب.
إقرأ المزيد


