تمتلك القوات الجوية المصرية أسطولًا متنوعًا من المقاتلات الأمريكية والروسية والفرنسية، لكنها تواجه فجوة في قدراتها القتالية، نتيجة عراقيل أمريكية منعت حصولها على 24 مقاتلة روسية من طراز “سو-35″، فضلًا عن القيود المتعلقة بقطع الغيار الخاصة بطائرات “إف-16″، ما أعاق عملية تحديثها، بالإضافة إلى غياب تسليحها بصواريخ بعيدة المدى خارج مدى الرؤية.

واعتبرت تقارير عسكرية أن التوجه المصري نحو FA-50 يُعد خسارة كبيرة للصين التي سعت طيلة أشهر لترويج “جي-10 سي” لدى القاهرة.

وفي مداخلة تلفزيونية، أكّد العميد السيد محمود محيي الدين، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن التعاون المصري الصيني طويل الأمد ولا يقتصر على الطائرات، بل يشمل منظومات الدفاع الجوي، والحرب الإلكترونية، والرادارات، بل وحتى الغواصات والوحدات البحرية.

لكنه أوضح أن العرض الكوري الجنوبي سبق العرض الصيني، ويتماشى بدرجة كبيرة مع البنية التحتية المصرية الخاصة بطائرات “إف-16″، التي لا تزال تمثل العمود الفقري في سلاح الجو المصري. وأضاف أن التشابه الكبير بين “FA-50” و”F-16″، والذي يتجاوز 70% من حيث الهيكل والتقنيات، جعل من الطائرة الكورية خيارًا مفضلًا، نظرًا للخبرة الطويلة لمصر في تشغيل وصيانة “إف-16”.

وتابع بأن مصر تحتاج بشدة إلى مقاتلات اعتراضية حديثة لمواجهة التحديات الإقليمية، وأشار إلى أن “FA-50” ستساهم في سد تلك الفجوة، دون أن يغلق الباب أمام تعاقدات مستقبلية مع الصين، لاسيما على مقاتلات شبحية مثل “جي-20”.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت مصر تختار العرض الكوري فقط بهدف إرضاء الولايات المتحدة أو إبعاد الصين، نفى العميد محيي الدين ذلك، مؤكداً أن القرار المصري يستند إلى احتياجات عسكرية فعلية، وليس إلى اعتبارات سياسية أو ضغوط خارجية.

وختم بأن الصفقة مع كوريا الجنوبية تتضمن تصنيع 70 طائرة في مصر، بعد استيراد نحو 30-36 طائرة جاهزة، ما يفتح آفاقاً لتوطين صناعة الطيران العسكري وتعزيز قدرات الصيانة المحلية لأسطول “إف-16” المصري.

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

Next post

Back to Top